أخي القارئ؛ أختي القارئة،
لست أعلم من أي بحرٍ أبتدي وإلى أي
وادٍ أنتهي وبأي رسمٍ أقتدي في ذكر هذا الصراع القائم والوجع الدائم الذي يلف جسدي
لفا ويسقيه صلفاً ونتفا؛ ولا يدعني إلا هنيهة أو أقل أخلد بها في ساكناً مستسلما وبالأمل
من عند الله معتصماً، فمذ رماني الطبيب بسؤاله إن كنت أعرف باركنسون أم لمّا يصلني
خبره ولمّا يصلني شرره؛ وذاك مرض قليل من أولي الصنعة من يعلم كنهه وطريقة انصبابه؛
وأقل منهم من يُفجأ به وهو في سني شبابه وقوة عوده وغزارة عطائه؛ ولمّا يسري إلى
علمي نبأ من ابتلي به ثم مَنّ الله عليه بالشفاء واجتاله ربه من قعر البلاء ودرك الشقاء،
وأزعم أنني رغم ضراوة الاستبداد وقلة العتاد ودوام السهاد؛ ممن آثر الاتزار بالصبر
والانشغال بما يجلب النفع ويدرأ الضر؛ من كل أمر أجمع عليه علماء الدين وحكماء
العصر.
وقد أبيت أن أترك الأيام تسري فتنطفئ جذوة مكري وتندثر قوة فكري دون أن أسيل المداد وأسبك الصاد بالضاد في ذكر ما جرى ووصف ما اعترى مما جاز أن يروى؛ وترك ما لا يصح أن يمس أو يذاع بين الورى.
لست أعلم على وجه الدقة متى ظهرت في جسدي تلك العلامات التي يمكنني الاستناد عليها بأنها من ضمن أمارات ما أصبت به من ابتلاء، ولكني سأذكر ما قد يكون له علاقة بالأمر، ولا قدرة لي على الجزم بذلك، ففي عام 2014 كنت أشكو من ألم في وركي الأيمن وبعد اشعاعات وفحوصات أكدت لي الطبيبة المختصة بإن لدي جنفاً في العمود الفقري بنسبة 10% ويبدو أنه أصابني منذ الولادة أو في سني الطفولة المبكرة، وانتبهت بأن كل صوري الفوتوغرافية أظهر فيها مائل الرقبة إلى كتفي الأيمن ويطلب فيها المصور بأن أحرك وجهي إلى الجهة الأخرى، وقد أقر لي التأمين ثلاث جلسات من العلاج الطبيعي، وتلك أول معرفتي به، والواقع أن النصائح التي أسديت إلي بأن أداوم على تمارين الاستطالة وإدامة الحركة وأنه يمكن أن تتحسن زاوية الجنف نصف درجة كل عام لم تنل مني اهتماماً وانتباهاً لأنها ذكرت لي بأسلوب ملؤه التلطيف لا التكليف، والحق أنني على تلك التمارين لم أداوم.
مضت الفصول والسنون وأنا في غمرة عملي واجتهادي منهمك ومفتون؛ وغاب عن ذهني كل ما أوصيت به من تمرين وتحسين، وإذا بي ألحظ ألماً يسري في كامل ساقي اليمنى من أخمص الكعب وحتى مفصل الورك وبالأخص حين أستيقظ من النوم، وأصبح الألم مشتداً وبنفسه معتداً حتى أدركت أنه من غير الصواب تركه من غير فحص وفك ارتياب.
ولذلك تكملة ألحقها وتفاصيل أنمقها.

Comments
Post a Comment
Vielen Dank für Ihren Kommentar.
Mohammed J. Almajhad